الاثنين، 23 ديسمبر 2013

ايصال الوصل





وقفت بعد صلاة الفجر كعادتها  لتنهى اعمال المطبخ  قبل  خروجها للعمل    وهى تقول  اذكار الصباح  بدا شئ يشوش علىها  ويذكرها بابنها وباحواله ليلهيها عن وردها القرانى الصباحى ويقدم لها الحلول وهى تضحك فى داخلها وتختلس   النظر الى الحلول  المقدمه  من هذا اللذى لا يريد الخير لها ولكن ياتى ببعض الافكار الخيرة ليشوشها ويخرجها من حاله الاندماج  التى تعيشها مع  المعانى فى الايات القرانيه والوصل  مع رب العالمين 
وبعدما انتهت من تلاوة وردها بدات الافكار تراودها بشان ابنها  هذا الشاب  اللذى بدات تتبدل  احواله  وبدات ترى ان علاقته  بالله اخذت بالتراجع  وبدات الدنيا تاخذة فى طريقها وتلهيه  وهو يترك نفسه لها وتفكيرة فى المسؤليه والزواج والدراسه والوجبات وبدا يرى الكثير من الامور المادية تطرح نفسها على ساحه اولوياته مما شغلها 
وكانت تفكر انه اصبح رجلا  وكثرة النصح  ربما تقودة الى العند او ان يبعد عنها 
ولكن اليوم دعت له فى الصلاة وسالت الله ان يهديها  الى سبيل  يقبله ويشرح صدره وتعيده الى الطريق  
تذكرت انها كانت تدفع له بشكل دورى  فى بعض المشاريع الخيرية ولم تخبره  من قبل  
فهداها الله ان تاتى بالايصالات  وتعطيها له ليسألها ما هذا لتفتح معه باب للحديث عن احواله 
فهى تشعر بالصراع والامواج المختلفه التى بداخله  وتحاول ان تساعدة ليمسك بزمام شراع  سفينه حياته فى هذة الحياه لمؤقته 
اتصلت به واتى اليها  وبعدما جلس  مدت يدها واعطته مجموعه من الايصالات 
قرأ الاسم على الايصالات  ووجدها تخصه 
سال ما هذا 
قالت هذا مشروع للاخرة قد بداته لك منذ شهور لتكون لك صدقه جارية   ولتكمله بعد وفاتى 
تعجب من الامر  
ولكنه قبل  الايصالات ووضعها فى جيبه  بعدما طلبت منه ان يحتفظ بها لتذكرة دائما بالاعمال الخيرية 
ثم  بدأت تحدثه عن بعض القصور للذى انتابه فى الفترة الاخيرة 
وكانت تنظر اليه وتشعر ان بداخله خير كثير   وتسمع همس نفسه اللوامه على التقصير
وذاك الصراع الدخلى  بين الخير والشروتشعر بما يحدث داخله  وترى علامات وجهه التى تنم كلها  عن شاب  به خير كثير وكان ذلك يشجعها على التكمله 
وحاولت تبسيط الامور له  وطلبت ان يسموا بروحه 
والا يتنازل  عن المبادئ الساميه لتى من شانها كبح شهوات النفس  والتكالب على الدنيا فالمبادئ لا تتجزء
وهو يحاول التفسير لها ان عليه واجبات وان السمو بالروح لن ياتى بالامور المادية  وهى توضح له ان السمو بالروح واللجوء لله   ييسر كثير من الامور
وتذكرة بان من يتقى الله يجعل له مخرجا ويرزقه من حيث لا يحتسب  
عاد الى المنزل والايصالات بجيب الجاكت 
اخرجها وجلس مع نفسه  ينظر الى الايصالات متحدثا اليها 
كيف  اهدم قصورى فى الجنه وتبنى هى لى فيها 

شعر  كيف  هو حال  الام  مع ابناءها 
تبحث لهم عن السعادة ليس فى الدنيا فقط ولكن فى الاخرة  ايضا 
شعر بالتقصير تجاه نفسه  وملئ قلبه الحب لها 
وقام يصلى ويشكر الله عليها ويدعو الله لها 
قرر ان يجدد الوصل مع الله سبحانه وتعالى  وا ن يعوض تقصيرة فى العبادة 
وان يحافظ على ود هذة الام التى تخاف عليه فى الدنيا والاخرة 
كان يعلم انها تدقق فى معاانى الكلمات 
احب ان يكتب اليها رساله تمس  قلبها كما فعل  فعلها هذا فى قلبه 
كتب لها رساله  قصيرة 
(شكرا لكى امى  على ايصال الوصل |||) 
تسلمت الرساله  وابتسمت  وشكرت رب العالمين ان هداها لذلك 
واذا بصوت اذان الفجر 
فاستيقظت  للصلاة وابتسمت عندما رات ان المطبخ ينتظرها  
والاوانى تنادى عليها لتجهز الغذاء قبل ذهابها الصبح للعمل 
فتمنت لو كان اللى بيحصل فى الحلم   يكون واقع 
وبالفعل  صار اليوم كما راته فى الحلم 
كما فتح الله عليها بكثير من الامور التى تحتاج الى تدبر وتفكر  وشكر لرب العالمين على نعمه


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق