الأحد، 12 يناير 2014

عشق مميز






اتصلت به الا خت الصغرى   وهو فى العمل   اخى امى ليست على ما يرام 
هو :  هل هى مريضة اختى 
الاخت الصغرى :  لا ولكن امى منذ ثلاث ايام  تعانى بعض المشكلات واعتقد انها تعانى نفسيا من ذلك واخشى ان يؤثر هذا على صحتها 
ولقد باءت كل محاولاتى فى التخفيف  عنها  بالفشل لذا لجأت اليك رغم علمى بانك مشغول اخى  ولكن قلبى لا يتحمل ما هى فيه 
الابن الاكبر  : طيب   فيه ايه  
الابنه : لا استطيع ان اخبرك  لما تيجى 
طيب  خلينى اكلم امى 
الابنه  : هى فى غرفتها ولن ترد على اى تليفون  
ولذلك فكرت فيك فانت الوحيد اللذى يستطيع ان يخرجها من ذلك 
الابن الاكبر  :  كيف  وانتى لا تريدين ان تقولى اى تفاصيل    هل  انا السبب فى  زعلها 
الابنه  : لا اخى  ولكن انت امك تحب كثيرا ولا تعيش معنا فى المنزل وهى لا تكف  عن الكلام عنك  وعن النظر الى صورك  حتى الاماكن التى تعودت الجلوس والنوم فيها  
واعتقد انك لو كلمت امى وقولت لها ان عندك مشكله وانك محتاجها 
الابن هههه  مشكله الله يسامحك   كدا هخفف عنها ولا هزود همها 
الابنه : لا يا اخى افهم  ماما  لو قلت فيه مشكله هتنسى اللى هى فيه  وتهتم بمشكلتك  وتخرج من عزلتها على الاقل هتبدا تتكلم مع حد 
الابن : مطلعتيش سهله   يا مقروطه  وطالعه 
نجرب 
الابن   حاول  اكثر من مرة ان يتصل بوالدته ولكنها كانت   لا  تجيب على الهاتف  وتعمله صامت حتى لا يزعجها جرس التليفون  والبنت تراقب  من بعيد ردة فعل الام وترى دموعها فيزيد المها على عجزها ان تفعل لها شئ يخفف عنها ما هى فيه  
اتصلت الابنه على اخوها مرة اخرى 
اخى  لن ترد عليك ابعت لها ساله  قول لها انك بحاجه ماسه لها وانك مخنوق  ولازم تشوفها  ونشوف  
وبالفعل   فعل الابن 
الام :  جائتها الرساله   فتحتها بسرعه  وبدات ملامح وجهها تتغير وقلبها يخفق  مع كل كلمه تقراها  وبسرعه اتصلت على الابن وخرجت من صمتها اللذى دام ايام 
ابنى  السلام عليك  حبيبى  ماذا بك حبيبى شغلتنى عليك   من كام يوم وانا مشغوله عليك ما اتصلتش  عليا 
الابن : وعليكى السلام حبيبتى وحشتينى  لا تقلقى انا بخير بس محتاجلك  وصوتك ماله كان فيكى حاجه حبيبتى 
الام  : لا يا حبيبى  حبة بد بسيطه  طمنى انت عليك  فيك ايه يا عمرى   
الابن : اهدئى امى  لما اجى اقولك  
الام:  تيجى هنا  
الابن: ايوة هاجى اخدك انا محتاج اقعد معك انا وانتى بس   هاجى اخدك عندى البيت البسى  ودقايق  هكون عندك بالسيارة ان شاء الله 
الام حاضر حبيبى 
تناست الام  ما هى فيه من الالام واكتئاب وبسرعه ارتدت ملابس الخروج واستعدت للذهاب مع ابنها والبنت الصغرى تراقب وقلبها منشرح جزئيا ان حيلتها هذة المرة نجحت 
والابن استدعى احد زملاءة فى  العمل ليحل  محله  واستقل سيارته مسرعا لها 
الام منهكه ولما سمعت صوت سيارته نزلت السلم ولم تنتظر حتى ياخذها من على الدرج وكان لم يكن بها شئ  
نزل الابن من السيارة فاحتضنته وهى تقول له ماذا بك حبيبى  وهو يرى  كم هى حجم المعاناه التى تعانيها  من رعشة يدها ووجهها الذابل  وعيونها التى تاثت من قلة النوم   
اخذ بيدها وفتح لها الباب   واستقل السيارة الى  منزلة 
توقعت الام ان يكون بينه وبن زوجته خلاف وهى تلح علية  فيه ايةابنى  ويرد دائما لما نروح البيت  
المهم امى انتى وحشتينى اوووى  ولازم تقعدى معى كام يوم 
دخلوا شقته ورحبت بها زوجته  
نادى وزوجته وقال لها   كان نفسك تقعدى مع امك كام يوم وانا بحاجه ان انفد بامى حبيبتى 
ساوصلك  لمنزل والدك  
ترك والدته بشقته ووصل زوجته  وذهب الى السوق اشتى كل شئ تحبة والدته وعاد اليها  يقبل  يدها وراسها   
وهى على شغف  وقلق  تود معرفه ماذا بابنها  وما يؤلمه وتناست كل الامها
الابن :  امى حبيبتى  عايز اعملك اكل   عشان تعرفى اد اية بقيت شاطر  
ارتاحى حبيبتى على ما اجهز السفرة 
الام  :  ارتاح ابنى شوف عايز ايه اعمله 
الابن : لا يا حبيبتى  اليوم ستاكلين من عمل يدى  وساخدمك  اذا سمحتى مولاتى   
ابتسمحت الام ابتسامه  مختلطه بالالامها 
واخذها من يدها وجاء بكرسى وضعه فى المطبخ وقال لها  الملكه تقعد تراقب وانا اشوف الجهه الجميل  دا وانا باجهز الاكل  فيضفى على الاكل  لذة وحلاوة 
تبتسم الام وتقول له  انت بكاش حبيبى  وحشتنى اوووى ويعلم  كم هى تريد ان تضمه الى صدرها  كما هو يريد ذلك ويتمنى لو كان يستطيع ان يمتص كل الالامها وكل ما يؤرقها 
تناولت الام   الطعام فلم تاكل من ايام  وعمل  لها نعناع  ثم اخذ بيدها  الى السرير فى غرفه اعدها لها ولا احد يدخلها غيرها  
وقال لها تعالى ارتاحى حبيبتى  ولما نصحى يفرجها ربنا  انا بقيت بخير لما انتى جيتى 
وجلس بجانبها على السرير  يدلك يدها الضعيفه ويقبل  قدميها  وهى تتعجب منه   لا تدرى ان كل همه هو ان يعرف ماذا بها وان يفرج عنها همها 
الابن :
كنت زمان امى  اذهب اليك وانا صغير لتضمينى الى صدرك فاشعر بحنان  وطمئنينه   فماذا  بعدما اصبحت رجلا  وبقيت حاجه كبيرة على ان اضع يدى حول رقبتك ان نبدل الادوار 
وان تاتى انتى حبيبتى  فى حضنى 
لمست كلمته قلبها  فكان صوته كانه يخبرها ان اشعر بالمك امى  وجاء دورى لاحضنك والامك 
علمت انه ليس به شئ وانما حيله ليخفف عنها 
بدا قلبها يخفق بشدة  حتى انه كان يشعر به ويكاد يسمع صوت دقاته 
حضنها بشدة   وكانه يقول لها انتى حبيبتى امى ولن اتركك ابدا   استكينى  وارمى كل ما يزعجك عندى ساحمله عنكى 
انهمرت دموعها  من عينيها التى دفنتهم فى كتفه حتى لا يراها تبكى ولكن دموعها التى  بللت ملابسة  حتى لمست جلدة اعتصرت قلبه وعقله  وضمها  بشدة وبدا يقبل راسها ويدها   ويهمس لها  بصوت  تخنقه الدموع    انتى امى حبيبتى      انتى  امى احبيبتى  
انتى حبيبتى يا امى    
لا تغضبى ولا تتالمى من شئ وانا على قيد الحياة 
لانك روحى يا امى 
بدات تاخذ انفاسها  وتشعر بالراحه وانها فى امان مع ابنها ولا يحق  لها ان تحزن او تشعر بضيق   ولها ابن مثله 
كلماتة التى كانت تخرج من قلبه انتى حبيبتى يا امى كانت كالبلسم تسكن كل الالامها 
وبدات تهدأ وتمسح دموعها وضمته الى صدرها     وهى تمسح على راسه وتهمس  اليه بصوتها الخافت  من لها ابن بار مثلك  لا يجب ان تحزن 
الحمد لله يا ولدى على وجودك فى حياتى  
قلبى راض عنك حبيبى  
وهو يقول لها انتى حبيبتى يا امى   انتى حبيبتى يا امى 
( ربنا هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين اماما)
بقلم بنت سينا  ( الدكتورة حنان لاشين)

هناك تعليق واحد:

  1. اللهم هب لنا من ازواجنا وذرياتنا قرة اعين واجعلنا للمتقين اماما

    ردحذف