يفتح
عينيه وكان شيئا نبهه ان امه حبيبته تقف بجانبه تتامل وجهه وكأنها تريد ان تتشبع
من رؤيته قبل ان يذهب بعيد عنها وتحرم من هذة النعمه
ينظر اليها ويبتسم لها وتسمع قلبه يناديها امى
تعى بجوارى ويتزحزح ليفسح لها مجالا وهو ينظر اليها ويتعجب من هذا الحب وهذا القلب
ويتذكر حب رب العالمين خالقنا كيف بنا لا نطمع فيه سبحانه ورحمته كبيرة فكل هذالحب من امى جزء من حبه لنا بل ذرة وكانها
تسمعه وكانهما متصلين على نفس الموجه تتذكر هى الاخرى وتبتسم له والدموع تملا عينيها
فيضع
راسه على كتفها ويمسك بيدها يقبلها وتضع
وجهها على راسه ويسكت الكلام فلا شئ يستطيع عن يعبر عما يشعرون به الا نظراتهم التى
كانت تقول الكثير والكثير وكم كل منهما
ممنون ويشكر رب العالمين على وجودة فى حياه الاخر
يقبل يدها برقه وبيدة الاخرى يمسح دموعها التى
تتساقط من عينيها وتحاول ان حبسها ويمزح معها كعادته ليخفف عنها فدموعها اللتى
تلمس يدها كانها نار تحرق قلبه على فراقها ولكنها الحياه التى يجب ان تستمر
يقطع عليها ويقول احمد الله يا امى ان نهر
الدموع لم يقفل حتى اغسل وجهى اليوم باغلى دموع دموع حبيبتى وتبتسم وتضمه وتسمع انفاسه التى تتسارع
مع دقات قلبه وتحضن مشاعرة وهو يحاول ان يتماسك ويقول لها فقط وقت لما تحبى
تشوفينى غمضى عيونك الجميله ساعات وتلاقينى فى حضنك امى تدعو له بصوتها المخنوق من
السهر والبكاء والارهاق من التفكير ان تشغله الحياه ويضيق وقته فلا يجد متسع
لزيارتها
ولكن دائما هو الاذكى المحب الودودو لها المطمئن
يقبل يدها وياوى براسه فى حضنها ويقول لها اطمأنى امى فى مكان اجد فيه راحتى
وسكينتى ولا اجد نفسى وتهدا روحى الا على ذراعيكى بجوارقلبك امى اسمع دقاته
كمعزوفه تنادينى لاستريح من عناء الحياه لا راحه لى الا فى هذا الوطن الامن فهذا الحنان والحب اللذى يتلالا فى عينيكى
يحتوينى وساظل هذا الطفل اللذى لا يهدأ الا فى حضنك امى مهما كبرت وشاب شعر راسى ساظل احتاج الى هذا الحضن الدافئ
لاتوارى فيه من قسوة برودة الايام
ويبدا
قران الفجر وهو فى حضنها ويسمعا ورحمتى وسعت كل شئ ويقطع صمتهما الظاهرى اذان
الفجر وهو يقول لها لا تخافى ولا تخزنى امى حبيبتى فلطالما تدعو لى كل وقت فالله
حافظى ولطالما هذا الحضن الدافئ فى
استقبالى فانا من مريد هذا الوطن الحنون وساقف دائما على بابه ارجو حبك ومسامحتى ورضاكى امى واسال الله الا
يحوجكى الى احد من عبادة حتى انا
حتى انا ابنك حبيبتى
ويوم تحتاجينى كونى على يقين حبيبتى انى
تحت قدميكى فانا اللذى بحاجتك وساسعى اليكى مهرولا لان منفعتى
الابديه معك فدحولى الجنه متوقف على راضاكى تقبل جبهته وهو يقبل يدها وتقول له
أذهب صلى وساصلى وانتهى من وردك حتى تعود لاصلى الضحى خلف ابنى وقف ورمى نفسه فى
حضنها فلم يعد يتحمل كل هذة المشاعر ولاحول له ولاقوة الا ان يلقى بنفسه فى حضن هذا الوطن
لتحتويه بمشاعرة بكل الثورة التى فى داخله
لتهدا فاختلطت دموعهما
فهمست له وانت
تخرج منى احتلطت دماءنا وقطع الحبل السرى اللذى كان يربطنا وتتغذى منه واليوم
تنفصل عنى وتختلط دموعنا عسى الله ان يربط بيبننا بحبل من المودة والرحمه لا ينقطع
ابدا
قبل راسها
ويدها وذهب لصلاه الفجر وعاد ليجدها تنتظرة لصلاه الضحى فصليا وحمل حقيبته وسافر وهو لا
يدرى انه يحمل حقيبه
سفرة و بين اغراضه قلب لا ينساه لحظه ولا يكل ولا يمل الدعاء له يحمل معه
قلب يحمله هو بداخله يذهب به ويعود معه فى
حقيبه سفرة
رحمك الله يا
امى وكل ام وغرس الرحمه فى قلوب كل الابناء
بقلم الدكتورة
حنان لاشين
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق